منَ الحب إلى الحرب

منَ الحب إلى الحرب
  • منَ الحب إلى الحرب
1 صورة

هناكَ من يحاولونَ "تحريفَ" عَلاقةِ المرأةِ بالرجلِ في العصرِ الحديثِ، من الحبِّ إلى الحرب!



تتمنّى المرأةُ المصابةُ بعقدةِ الرجلِ لو أنّها وُلِدتْ رجلا، وترى أنّ أنوثتَها امتهانٌ لها فهي تكرهُها وتكرهُ نفسَها لذلك، وتكرهُ كذلك الرجالَ الذينَ تراهم ظالمينَ متعسّفين متجبّرين!!



نسمعُ عن نساءٍ مصاباتٍ بعقدةِ الرجل، وهنّ سرعانَ ما يتطوّعنَ لقيادةِ الحركاتِ النسائيّة، وربّما نسمعُ قريبًا عن رجالٍ مصابينَ بعقدةِ المرأة، وهم سرعانَ ما سيتطوّعونَ لقيادةِ الحركاتِ الرجوليّةِ المناهضةِ للزحفِ النسائي!



الرجالُ الآنَ يعبّئونَ في الأكياس، وقريبًا سنسمعُ عن نساءٍ يُعبّئنَ في الأكياس! (للأسف: جاءَ الخبرُ بعدَ كتابتي لهذا السطرِ بيومين، وإن كانَ الأمرُ لم يشكّلْ ظاهرةً بعدُ، فأنا أتنبّأُ أنّه سيصيرُ كذلك!!)



ازدادت معدلاتُ الاغتصابِ في الغرب في العقودِ الأخيرة، وهو ما يتعارضُ ظاهريًّا مع الإباحيّةِ التامةِ هناك.. وأحدُ التفسيرات، أنَّ وراءَ جرائمِ الاغتصابِ رجالا يشعرونَ بالقلقِ والاضطرابِ في التعاملِ مع المرأة، فهم يريدونَ قهرَها جسديًّا لإثباتِ سيطرتِهم عليها.. وقد يرجعُ ذلك لسوءِ معاملةِ الأمِّ وإهمالِها في فترةِ الطفولة، أو للشعورِ بالحنقِ تجاهَ النساء، لزجِّهنَّ دونَ وجهِ حقٍّ في مناصبَ لا تناسبُهن، ممّا يستفزُّ مشاعرَ الرجال، في نفسِ الوقتِ الذي يزدادُ فيه تلاعبُهنّ بشهواتِ الرجالِ في إطارِ الموضاتِ الفاضحةِ وما شابهها، ممّا يُشعرُ مثلَ هؤلاءِ المغتصبينَ بصراع نفسيّ ما بينَ اشتهائهنّ واحتقارِهنّ.. كلُ هذا يدفعُهم للاعتداءِ على النساءِ كنوعٍ من الانتقام، مع أنّ الحصولَ عليهنَّ برضاهنَّ سهلٌ في أغلبِ الأحيان!



في هذا العصرِ المريض، ازدادت معدلاتُ الطلاقِ والخياناتِ الزوجيةِ ونزاعاتِ الأزواجِ في المحاكم، وانحرافِ الأبناء، وعقوقِ الوالدين، والإدمانِ والإجرامِ، والقلقِِ والاكتئابِ والجنونِ والانتحار.. ألم تَكُنِ العصورُ السابقةُ ـ حيثُ كانتِ المرأةُ "مظلومةً" و"أقلَّ حرّيةً" ـ أفضل؟



كانَ الرجلُ "مقدّسًا" من زوجتِه، وكانتِ الأمُّ "مقدّسةً" من أبنائِها.. أمّا الآنَ، فقد صارَ تقديسُ الفردِ لنفسِه هو المقياسَ الأوحد.. أيّها السادةُ: لقد صرنا أمريكيين!



حتى لو انقرضَ الرجال، فستظلُّ المرأةُ تشتكي من الظلمِ والإهمال!.. إنّها مخلوقٌ يحتاجُ إلى العطفِ والرّقّةِ والثناءِ المستمرّ، وليس إلى "الحرّيّة والمساواة"!



أنصحكُ بألا تُصدّقي الشعاراتِ الإعلاميّةَ الكبرى (عمّال على بطّال)، لأنّ اقتناعَك وحدَكِ بمثلِ هذه الشعاراتِ لا يكفي، فأنتِ تعيشينَ في مجتمع، يستمّدُ ثقافتَه من دينِه وتاريخِه الطويل والفطرةِ التي خلقَ اللهُ الرجلَ والمرأةَ عليها، والسباحةُ في مواجهةِ مثلِ هذه الروافدِ يعدُّ انتحارًا، لأنّها باقيةٌ إلى يومِ القيامةِ ولا يمكنُ قهرُها.



نظرًا لأنّ الإنسانَ كائنٌ اجتماعيٌّ، فإنَّ شقاءَه ينبعُ أساسًا من النزاعِ بينَ رغباتِه ورغباتِ المجتمع، سواء نتيجة لرفض المجتمع لشخصيّته، أو لقصور المجتمع عن أن يحقّق له أحلامه.. فإذا كانَ ولا بدَّ أن تعيشي منفردةً، فلن تجدي أشدَّ من المجتمعِ الأمريكيِّ تفسّخا لتنعمي فيه بحرّيّتِك، فالفردُ فيه هو المقياسُ الأوحد، أمّا الأسرُ فهي ممزّقةٌ والزيجاتُ منهارة، والأبناءُ مشرّدونَ، وصلةَ الرحمِ ضربٌ من الأساطير.. هنيئا لك فقد عرفتِ الطريق!!



إنّني أُطلقُ تحذيرًا خطيرًا: إنّ في الطريقِ للانقراضِ واحدًا من أهمِّ وأجملِ وألطفِ وأرقِّ مخلوقاتِ اللهِ، بعدَ أن عاشَ على سطحِ الكرةِ الأرضيّةِ منذُ بدءِ البشريّة، فصنعَ تاريخَها: المرأة!!.. وللأسفِ يحلُ محلَّهُ الآنَ مخلوقٌ مشوَّهٌ، مُصَمّمٌ خصّيصًا لتدميرِ السكنِ والسكينةِ والاستكانة الفطريّةِ في النظامٍ الذي كان يعرفُ باسم "الأسرة".. ولا أعرفُ لهذا المخلوقِ الشائهِ اسمًا!!



إقرئي أيضا

تابعي أهم وآخر الأخبار على مجلة المراة