تعتبر الطفولة مرحلةً من المراحل العمريّة التي يمر بها الإنسان، وهي تشكِّل ما يقرب ثلث حياة الإنسان، وتمتد الطفولة بشكلٍ عام منذ لحظة الوِلادة إلى لحظة البلوغ، وتحتاج مرحلة الطفولة إلى الكثير من العناية والانتباه؛ لأنها تؤثِّر بشكلٍ كبيرٍ في شخصيّة الإنسان عندما يكبر.
تقسم مرحلة الطفولة إلى عدَّة مراحل يمر فيها الطِّفل ببعض التغيّرات الجسديّة والنفسيّة:
كما يجب متابعته باستمرارٍ وعدم ترك الأمور فقط على المدرسة، والعمل على تربيته تربيةً إسلاميةً أخلاقيّةً، فعندما تتبع الأسرة منهجاً إسلامياً في حياتها فإنها تستطيع تحقيق أعلى الدرجات في الحياة والآخرة، وتستطيع تربية أبنائِها بصورةٍ حسنةٍ ومريحةٍ، ولا ننسى وصيّة الرسول صلى الله عليه وسلّم للوالدين بأن تربية الأبناء يجب أن ترتكز على إعدادهم لجيلٍ غير الذي تربى فيه الوالدان.
قد أولى الإسلام مرحلة الطفولة منذ بدايتها وحتى نهايتها الاهتمام الخاص؛ لأنّها تعتبر المرحلة الأكثر تأثيراً في حياة الأشخاص مستقبلاً، حيث إنَّ الأطفال الذين تتوفر لهم الظروف المناسبة من الحب والحنان والاهتمام، فإنهم يستطيعون على الأغلب النجاح والوصول إلى تحقيق أهدافهم والعيش بطريقةٍ سوية.
كما لوحِظ أنَّ المجرمين ومن سلكوا الطرق غير السوية كانوا على الأغلب يعانون في مرحلةِ الطفولةِ من الظلم، والاضطهاد، والحرمان، لذلك لا بد من تحصين الطفل ضد المؤثرات الخارجيّة من خلال التربية السليمة والمتوازنة.
هي سلسلة متتابعة من التطوّرات والتغيرات المرئية وغير المرئيّة التي تطرأ على الإنسان، حيث تؤدي إلى إرتقاء وإكتمال النضج في مختلف نواحي النمو الجسمية والانفعالية والدينية والشخصيّة والعقلية ، ولكي نتمكن من دراسة هذه المراحل وخصائصها ومتطلباتها ظهر علم جديد يعرف بإسم “علم نفس النمو”.
تبدأ أولى مراحل نمو الإنسانِ بعمليّة الإخصاب التي تنتج عن تلقيح الجاميت الذكريّ للجاميت الأنثويّ، بحيث يتطوّر الجنين بعدها ضمن مرحلة الحمل التي تستمرّ حتى الولادة، أمّا مراحل نموّه التالية ففيها تقسيمات علميّة بُنِيت على أساس احتياجات ومُتطلّبات كلّ مرحلة، وكذلك مدى إعتماديّة الفرد فيها على نفسه في أداء مَهمّاته الذاتيّة، مثل الحاجات البيولوجيّة، أو الاجتماعيّة، أو العقليّة، أو السلوكيّة، وتتسلسل تلك المراحل بإبتداء حياة الإنسان حتى تنتهي بوفاته.
قد أشار مُعظم الباحثين إلى أول مرحلة وهي التي يبدأ فيها تكوُّن الجنين في بطن أمّه من خلال عمليّة الإخصاب والتقاء الجاميتات، لأنّ تكوّن تلك المرحلة هي أولى مراحل نمو الجنين، بحيث يظهر فيها من تكوين داخليّ لأعضاء الجنين الرئيسيّة، وبعد ذلك نموّ واضح لمعالمه ليكتمل بذلك جسده خلال فترة الحمل، ليظهر بعد ولادته بهيئته البشريّة الطبيعية، ثم تَظهر تقسيمات المراحل التالية للنمو بإمتداد حياة الإنسانِ المُبتدِئة بالولادة، عن طريق إختلافٍ واضح بما يراه العلماء مُناسباً للفترات العمريّة أو الزمنيَّة والمرحليَّة من عمره، ويمكن تقسيم المراحل العمرية للإنسان على النحو التالي:
الطفولة هي تلك المرحلة التّي يتمتع فيها الأطفال باللّعب والتعليم، حيث يتم فيه مُساعدة الأطفال على النموّ بقوّة وثقة بغمرهم بالحبّ والتشجيع من قبل العائلة والمجتمع، وتعتبر فترة الطفولة ذات أهمية كبرى، حيث يتمتّع فيها الطفل بمجموعةٍ من الحقوق تشتمل على الأمن، والحماية من الإستغلال والإيذاء، والحماية من العنف بأشكاله، لتكون بذلك تتعدّى كونها الفترة الواقعة بين الولادة وسنّ البلوغ إلى كونها تُعبّرعن نوعية الحياة التي يعيشها الطفل في ذلك الوقت.
طِفلٌ بِكسرِ الطاءِ وتسكينُ الفاء، كلمة مفرد جمعها أطفال، وهي الجزء من الشيء، والمولودُ ما دامَ ناعِماً دونَ البلوغ، والطّفل أول الشيء، والطفل أولُ حياة المولودِ حتى بلوغه، ويطلق للذكر والأنثى.
أمّا مفهوم الطفل في الاصطلاح فإنَّه مبنيٌّ على المرحلة العمريّة الأولى من حياة الإنسانِ والتي تبدأُ بالولادةِ، وقد عبَّرت آياتُ القرآنِ الكريم عن هذه المرحلة لتضع مفهوماً خاصّاً لمعنى الطفل، وهو كما جاء في قوله تعالى: (ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً)، إذ تَتَّسمُ هذه المرحلة المُبكّرة من عمر الإنسانِ باعتمادِه على البيئة المُحيطة به كالوالدين والأشقّاء بصورة شبه كليَّة، وتَستمرّ هذه الحالة حتَّى سنَّ البلوغَ، ويمكن أيضاً الإستدلال على الفترة الزمنيّة أو المرحلة العمريّة التي تُحدّد فيها مرحلة الطفولة من خلال تعريف الإتفاقيّة الدوليّة لحقوق الطفل، والتي عرّفت الطّفل بأنّه (كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المُطبق عليه)، ويُحدّد هذا التعريف انتهاء مرحلة الطفولة واقعاً ببلوغ الرشد، وقد يمتدّ ذلك حتى السنة الثامنة عشرة من عمر الإنسان كما رجّحته الاتفاقيّة.
لقد اختلف علماء الاجتماع في تعريفهم لمفهوم الطّفل وتحديد ماهيته، وبرز في ذلك اتّجاهات عديدة منها:
تنقسم هذه المرحلة إلى أربعة مراحل، هي:
تبدأ هذه المرحلة منذ الولادة وحتى سن أربع سنوات، وتتميز بتحريك الرأس إلى مصدر الصوت والضوء، الإبتسام وإصدار أصوات كالغرغرة، والتقاط الأشياء، وبإعتماد الطفل على الوالدين، الجلوس ثم الحبو والإنقلاب ثم المشي، و التلفظ ببعض الكلمات، بدء ظهور الأسنان، والتحدث وحب الإستطلاع، والقدرة على تناول الطعام وقضاء حاجته بنفسه، وتكوين صدقات واللعب معهم، والذهاب إلى الروضة.
تبدأ من عمر أربع سنوات وتمتد إلى عمر تسع سنوات، وتتميز بقدرة الطفل على تعلم الكتابة والقراءة، وتنمية الهوايات، والتمييز بين الصواب والخطأ.
وتمتد هذه المرحلة من سن ست سنوات حتى سن البلوغ، أي حتى اثنتي عشرة سنة، وتتميز بظهور علامات البلوغ في آخر هذه المرحلة، وسقوط الأسنان اللبنية ليحل محلها الأسنان الدائمة، ونمو العضلات والعظام بشكل أقوى، وتسارع النمو الحركي مثل زيادة نشاط الطفل وممارسة العديد من الألعاب الرياضيّة، والاستقلال الجزئي عن أسرته ووالديه؛ حيث يكون قادراً على القيام بنفسه بالكثير من حاجاته ومتطلباته الشخصيّة، ومواجهة الأحداث والمواقف التي تواجهه في هذه المرحلة.
تبدأ هذه المرحلة ببلوغ الطفل وتنتهي بوصوله إلى حالة الرشد.