إذا كانَ الرجلُ قد ظلمَ المرأةَ في شيء، فهو غسيلُ المخِّ الذي أجراه لها ليُقنعَها بروعةِ الخروجِ للعمل، لأنّه ما زالَ حتّى بعدَ خروجِها للعملِ وتعرّضِها لنفسِ عنائه فيه، ينتظرُ منها أن ترعى بيتَه وأولادَه ـ المهمّةُ التي تُضني ربّاتِ البيوتِ المتفرّغاتِ أساسًا ـ بينما هو نائمٌ أو يلهو مع أصدقائِه على المقهى!
· عملُ المرأةِ في (مصر)، يتطلّبُ امرأةً "سوبر"، تقومُ بوظيفتينِ في الحياة، أو رجلا مُدجّنًا، يرضى أن يُشاطرَ زوجتَه مهمّتَها الأساسيّةَ: رعايةَ المنزل!
· حتّى نكونَ عصريّين، يجبُ أن تخرجَ نساؤنا للعمل، ويجبُ أن يُشاركَ الرجلُ في الطهيِ والغسيلِ وربّما في الحملِ والولادةِ فيما بعد!.. لماذا هذه "اللخبطة"؟
· لماذا خلقَ اللهُ ـ سبحانَه ـ جنسينِ مختلفين، إذا كانَ من المفروضِ ـ كما تزعمُ الحركاتُ النسائيّة ـ أنّهما متساويانِ ويُمكنُهما القيامُ بنفسِ الوظائف.. أليس الأمثلُ في هذه الحالةِ أن يتكونَ البشرُ من جنسٍ واحدٍ، لدى أفرادِه القدرةُ على التكاثرِ العذريِّ كبعضِ الحشرات، أو يحتوى على الأعضاءِ المذكّرةِ والمؤنّثةِ معا كبعضِ الديدان؟؟!!
· بما أنّ الرجلَ والمرأةَ اليومَ متساويان، بينما ما زالتْ هناك فروقٌ تشريحيةٌ تعوقُ المرأةَ عن طموحاتِها، فمن المتوقّعِ في المستقبل، أن يتمَّ إنتاجُ نوعٍ من النساءِ يشبهُ الرجالَ في الملامحِ والصوتِ والبنيةِ الجسدية، وليس لديه أعضاءٌ تناسليةٌ ولا دورةٌ شهريّةٌ ولا شهواتٌ ولا عواطف، بحيث يتمكّنُ هذا النوعُ الجديدُ من النساء، من منافسةِ الرجالِ والتفوّقِ عليهم وسحقِهم، دونَ أن تُعطّلَه المفاهيمُ المتخلّفةُ القديمةُ ـ كالحبِّ والزواجِ والأسرةِ والأطفالِ والأمومة ـ عن تحقيقِ ذاتِه.. هذا النوعُ سيُطلقُ عليه "المرأةُ العاملةُ الخارقةُ الهائلة"!!
وربّما يتّمُ إنتاجُ نوعٍ جديدٍ من الرجالِ أضعفِ بنيةً وشخصيّةً، ليسهلَ على "المرأةِ العاملةِ الخارقةِ الهائلة" التفوّقُ والسيطرةُ عليه.. هذا النوعُ من الرجالِ سيُسمّى "الرجلُ الضعيفُ اللطيف، الخانعُ الرهيف"!!
ولكنّ كلَّ هذا لن يمنعَ بعضَ المتخلّفينَ من الرجالِ ـ من أمثالي ـ من أن يتضرّعوا للمختبراتِ الوراثيّةِ لإنتاجِ نوعٍ آخرَ من النساء، في قمّةِ الأنوثةِ والجاذبيّةِ والفتنة، يتمتّعنَ بقدرٍ هائلٍ من الرقّةِ والحنانِ والحبِّ والأمومة، ويرينَ أن أجملَ هدفٍ في الحياةِ هو إرضاءُ الزوجِ وطاعتُه، ورعايةُ الأبناءِ وإسعادُهم بتفانٍ وتضحيةٍ ونكرانِ ذات.. هذا النوعُ سنطلقُ عليه "المرأةُ ساحرةُ الرجال، منجبةُ الأطفال، مربّيةُ الأجيال، مُنشَِّئةُ الأبطال"!!
وفي البدايةِ ستوافقُ المختبراتُ الوراثيّةُ على هذا المطلبِ المتخلّف، حتّى يستمرَّ النسلُ البشريّ، ممّا سيُحنقُ النساءَ المتحرّرات، ويدفعُهنَّ لإنفاقِ الملياراتِ لتمويلِ الأبحاثِ الخاصةِ بالأرحامِ الصناعيّةِ وتخليقِ الأجنّةِ دونَ تناسلٍ ودونَ الاحتياجِ للأمّ.
وعندما تنجحُ هذه الأبحاث، ستصدرُ القوانينُ التي تُحرّمُ الزواجَ والإنجاب، وسيُحكمُ بالإعدامِ على من يرتكبُ مثلَ هاتينِ الجريمتين، وتُمنحُ الجوائزُ لكلِّ من يمارسونَ الزنا والسفاحَ والشذوذ، وربّما يتمُّ تعقيمُ الطفلاتِ لمنعهنَّ عن الإنجابِ، مجانًا مع التطعيم!!
ساعتَها أيضًا، لا أعتقدُ أنّنا ـ أنا وجمهورَ المتخلّفينَ أمثالي من الرجالِ والنساءِ ـ سنستسلمُ، لأن أبسطَ حقوقِنا في الحياةِ، أن نحياها كما خلقنا اللهُ، وكما تُرشدُنا فطرتُنا!!