بدائلُ فعّالة لعمل المرأة

بدائلُ فعّالة لعمل المرأة
  • بدائلُ فعّالة لعمل المرأة
1 صورة

لو كانتِ المرأةُ حقًّا تسعى لتحقيقِ ذاتِها، وتريدُ أن تزيدَ قيمتَها في الحياةِ وترفعَ مستوى دخلِها، فلماذا لا تنفضُ عنها الكسلَ، وتُوفّرُ وقتَها الذي تُهدرُه أمامَ المرآةِ وأمامَ التلفاز ـ على الأقلِّ حتّى تغسلَ ذهنَها من فضلاتِه!!، وتبدأَ في هذه الخطواتِ الطموح:



1.احترافِ عملِ المنزل، حتّى توفّرَ على زوجِها وأولادِها أجر الخادمة، وثمنَ المأكولاتِ والحلوياتِ الجاهزة، والكيِّ والغسيلِ في المحلات.



2.زيادةِ ثقافتِها، حتّى تستطيعَ أن تُساعدَ أولادَها على الاستذكار، بدلا من الانتحارِ المادّيِّ الذي يُسمّى الدروسَ الخصوصيّة، والتي لا يجني أبناؤها منها سوى قتلِ اعتمادِهم على أنفسِهم وتضييعِ أوقاتِهم!



3.احترافُ الحياكةِ والتطريز، حيثُ يمكنُ أن يكونَ هذا مصدرَ دخلٍ لا بأسَ به، لا يضطرُّها لمغادرةِ بيتِها.



4.ممارسةُ أيِّ هوايةٍ فنّيّة، مثلِ تصميمِ اللوحاتِ أو المجوهرات، ممّا سيُدخلُ علي أوقاتِها البهجةَ والاستمتاع، ويعودُ عليها بالنقودِ كذلك.



5.تعلّمُ لغةٍ أجنبيّة أو اثنتين، حيثُ يمكنُها أن تكسبَ نقودًا طائلةً من الترجمة.



6.تعلّمُ الكمبيوتر، حيثُ يمكنُها أن تُبدعَ كما تشاءُ في البرمجةِ أو تصميمِ صفحاتِ ومواقعِ الإنترنت، أو تصميمِ الجرافيك والرسوماتِ المُجسّمة، أو تعمل كمراجعة لغويّة أو مراقبة لأحد المواقع.. وهي وظائفُ لذيذةٌ وأرباحُها عالية، ولا تقتضي مغادرةَ المنزل.



7.أو لو كانت أديبة ومفكّرة، فيمكنها كتابة الأعمال الأدبيّة والمقالات والكتب، ونشرها ورقيّا أو الكترونيّا.. وإن كان هذا طريقا شاقّا، وعائده الماديّ غير مضمون.



8. تداول عمل تجاريّ عبر المنزل، كشراء بعض السلع التموينية وأدوات المنزل، وبيعها للجارات.



9. ثمّ إنّ هناك مهنا هامّة يمكن للمرأة أداؤها استنادا لشهادتها الجامعيّة (ما دامت قد حصلت عليها بالفعل):



فلو تخرّجت في كليّة الطبّ، فيمكنها أن تفتتح عيادة في نفس المبنى بجوار شقّتها (للكشف على النساء فقط).. وبهذا لا تترك بيتها ولا تهمل واجباتها ولا تضيّع أطفالها.. وفي نفس الوقت ترحم نفسها من العمل المؤسسيّ العقيم (لا مانع من قضاء الوقت المطلوب في العمل بالمستشفي لاكتساب الخبرة، ثمّ تستقيل.. أو تأخذ إجازات متوالية)..



ولو تخرّجت في كلّيّة الصيدلة، فيمكنها أن تفتح صيدلية أسفل المنزل.. وتستجلب بها العمال المناسبين.. وتشرف عليها عدّة ساعات في اليوم..



ولو تخرّجت في أيّ كلّيّة تربويّة، فيمكنها أن تستقبل في المنزل الطالبات من أبناء العائلة والجيران والصديقات لإعطائهنّ دروسا خصوصيّة..



............. وهكذا...



أعتقدُ أنَّ هذه الاقتراحاتِ وما شابهها تُحقّقُ الذاتَ والنقودَ خيرَ تحقيق، وبدونِ خسائرَ أخلاقيّةٍ أو أسريّةٍ أو اجتماعيّةٍ.. أمّا أن تتحجّجَ فتاةٌ بأنّ تعلّمَ هذه الأشياءِ صعب، فهذا دليلٌ على كسلِها وخمولِ ذهنِها، ونوعيّةٌ كهذه حتّى لو حملتْ شهادةً جامعيّة، هي أحدُ الأسبابِ الرئيسيّةِ في انهيارِ مجتمعِنا!!



أحدُ الأحلامِ الجميلةِ التي تراودُني ـ والتي تبدو مستحيلةً في هذا العصر ـ أن أتزوّجَ فتاةً تُجيدُ الاعتناءَ بشئونِ المنزل، وتتفنّنُ في الطهيِ وتجميلِ البيت، وبجوارِ هذا تستثمرُ وقتَ فراغِها في قراءةِ الكتبِ وتصفّحِ الإنترنت، بحيثُ تُلخّصُ لي ما لا يسمحُ وقتي بتحصيلِه من المعرفةِ والثقافة، فتصبحُ امتدادا لعقلي ولمعرفتي، فتتكاملُ الحياةُ بينَنا بتوزيعٍ متناسقٍ للأدوار، لا يقلُّ دورُ أحدِنا فيه عن الآخر: أنا أعملُ وهي ترعى المنزل.. هي تُشيرُ وأنا أقرّر.. أنا أحميها من جحيمِ وتعقيداتِ الحياةِ اليوميّةِ خارجَ المنزل، وهي تحتويني بحنانِها ورقّتِها لتزيلَ عنّى عذاباتِ يوميّاتِ هذه الحياة.. أعتقدُ أنّ هذا هو معنى الزواج، وبخلافِه لن يكونَ أكثرَ من صراعٍ وصداعٍ وتداعٍ وتضاربٍ بلا معنى.



ليس من المتوقّعِ أن تقومَ الأسرُ وتُربَّى الأجيالُ ويُنفّذَ العملُ وينتعشَ الاقتصاد، على يدِ نساءٍ أنفقتْ فترةَ تأسيسِها تعتني بشعرِها وأظافرِها وبشرتِها وجسدِها وفساتينِها ومساحيقِها، وتتشبّعُ بالأفكارِ الهدّامةِ من أعمالٍ فنّيّةٍ ركيكةٍ مريضةٍ من جهازٍ متخلّفٍ كالتلفاز، وتحفظُ مجموعةً من المناهجِ العقيمةِ في نظامِ تعليمٍ متهالكٍ، دونَ أن تُفكّرَ في قراءةِ أيِّ شيءٍ سوى بعضِ قصصِ الحبّ المراهقة ـ وإن قرأتْها! ـ لتعيشَ حياتَها تدّعي المساواةَ والحرّيّةَ والتقدّميّةَ والمهلّبيّة، وهي لا تعرفُ إلا القشورَ في دينِها وتاريخِها وقضايا بلدِها، ولا تفهمُ عالمَها ولا زوجَها ولا أولادَها بل ولا حتّى نفسَها.. أينَ هي الحرّيّة؟.. أينَ هي الذات؟.. إنّ هذه أساسًا ليست حياة!!!!!!!!



إقرئي أيضا

تابعي أهم وآخر الأخبار على مجلة المراة